أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، أنه يؤيد منح عفو عن الجندي القاتل، إليئور أزاريا، الذي أدانته المحكمة العسكرية بالقتل غير المتعمد، عندما أقدم على إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بينما كان ممدا على الأرض ومصابا بجروح خطيرة ولا يقوى على الحركة.
واعتبر نتنياهو أن إدانة الجندي القاتل هو 'يوم قاس ومؤلم لنا جميعا، وخصوصا لإليئور وعائلته، ولجنود الجيش الإسرائيلي ولمواطنين كثيرين ولذوي جنودنا وأنا بضمنهم' معبرا بذلك عن خيبة أمله من المحكمة العسكرية التي أدانت أزاريا.
وأضاف نتنياهو أنه 'أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى التصرف بمسؤولية تجاه الجيش الإسرائيلي، ضباطه ورئيس هيئة الأركان العامة. لدينا جيش واحد وهو أساس وجودنا. وجنود الجيش الإسرائيلي هم أبناؤنا وبناتنا ويجب أن يبقوا فوق أي خلاف'.
يشار إلى أن نتنياهو أبدى خلال فترة محاكمة الجندي القاتل تعاطفا مع عائلة أزاريا. ولم يستنكر نتنياهو دعوات نشطاء اليمين المتطرف الذين تظاهروا خارج المحكمة العسكرية تأييدا للجندي القاتل، وهتفوا ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بأن 'غادي احذر، رابين يبحث عن رفيق' في دعوة صريحة إلى اغتيال آيزنكوت الذي استنكر تصرف أزاريا.
ودعا العديد من الوزراء الإسرائيليين إلى منح عفو للجندي القاتل، كما دعت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، من كتلة 'المعسكر الصهيوني' إلى دراسة إمكانية إصدار عفو عنه.
ورغم أن المحكمة العسكرية أدانت أزاريا بالقتل غير المتعمد إلا أنها أكدت أن إقدامه على إعدام الشريف نبع من نيته بالانتقام، بزعم أن الشريف وصديقه رامز القصراوي طعنا جنديا وأصاباه بجروح.
وقال رئيس حزب 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إنه يجب منح عفو للجندي القاتل، وأن 'هذا المقاتل ارتكب خطأ، وأنا أيضا ارتكبت أخطاء في ميدان القتال وتلقيت الدعم'. ويشار إلى أن بينيت كان جندية في وحدة كوماندو النخبة 'سرية هيئة الأركان العامة' التي تنفذ عمليات في الدول العربية واغتالت عددا كبيرا من العرب.
إلا أن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي وصف قرار المحكمة بإدانة الجندي القاتل بأنه 'قاس'، اعترض على الدعوات لإصدار عفو عن أزاريا، ووصف هذه الدعوات بأنه 'جهل وشعارات' ودعا إلى احترام قرار المحكمة والحذر من التحريض ضد الجيش وضباطه.
من جانبه، أعلن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عن أنه لن يصدر عفوا كهذا في حال عارض ذلك آيزنكوت.
التعليقات