ترفض سلطة السجون الإسرائيلية السماح لأسرى فلسطينيين، تعرضوا للتعذيب على أيدي محققي جهاز الشاباك، أن يلتقوا مع أطباء من خارج السجن، من أجل الحصول على تقرير طبي يثبت تعرضهم للتعذيب خلال جلسات تحقيق لا يوثقها الشاباك، حسبما أفادت صحيفة 'هآرتس' اليوم، الخميس.
ونقلت الصحيفة عن سلطة السجون الإسرائيلية أن أي أسير أو معتقل قدم طلبا بهذا الخصوص تم السماح له بالتوجه إلى طبيب.
لكن معطيات جمعتها اللجنة الشعبية ضد التعذيب الإسرائيلية الحقوقية تتناقض مع مزاعم سلطة السجون. وأكدت اللجنة أن سلطة السجون رفضت خلال العام الحالي ثلاثة طلبات لأسرى شكوا من تعرضهم للتعذيب وطلبوا لقاء طبيب من أجل فحصهم. وقالت اللجنة إنه خلال العام 2014 خضع خمسة أسرى لفحوص طبية كهذه، بينما استجابت سلطة السجون لطلب واحد كهذا قدمته اللجنة ورفضت آخر، في العام 2015.
وبإمكان الأسرى الفلسطينيين تقديم شكوى إلى 'مراقب شكاوى المحقق معهم' التابع لوزارة القضاء الإسرائيلية ضد تعرضهم للتعذيب، لكن يتعين على الأسير أن يثبت أنه تعرض للتعذيب. وعلى ضوء رفض سلطة السجون طلبات أسرى للقاء طبيب وطبيب نفساني خارجي، فإن شكوى الأسير تكون مقابل ادعاءات الشاباك.
وقالت المحامية أفرات برغمان – سبير، من اللجنة الشعبية ضد التعذيب، لـ'هآرتس' إنه 'منذ العام 2001 تم تقديم أكثر من ألف شكوى حول تعذيب وتنكيل على أيدي محققي الشاباك. وحتى اليوم لم يتم فتح ولو تحقيق جنائي واحد' ضد المحققين'.
وأوضحت أن 'الحاجة إلى تقرير طبي – نفسي هو جزء من الحق القانوني للمشتكين من أجل تطبيق إجراء نزيه في قضيتهم. وتتعزز هذه الحاجة، خاصة في شكاوى ضد التعذيب، عندما لا تكون هناك أدلة. فالتحقيقات ليست مسجلة، وفي حالات كثيرة عمليا، تكون كلمة المشتكي مقابل كلمة محقق الشاباك'.
وقالت وزارة القضاء إنه ليس لديها معطيات شاملة حول أداء 'مراقب شكاوى المحقق معهم'، لكن الوزارة أقرت بأنه خلال العام الماضي على الأقل، لم تثمر أي شكوى من 56 شكوى قُدمت إلى 'مراقب شكاوى المحقق معهم' إلى فتح تحقيق جنائي ضد محققين في الشاباك.
وتبين من معطيات اللجنة ضد التعذيب أن رفض سلطة السجون لقاء أسير مع طبيب يتم بشكل تعسفي، إذ لا تفسر سلطة السجون في ردها على طلب الأسير أسباب الرفض. وتكون رسالة الرد على طلب الأسير عادة بالصيغة التالية: 'بعد التدقيق في مجمل الأمور ومجمل الجوانب، ليس بالإمكان السماح بتوجه الجهات مقدمة الطلب لأنه لا ينسجم مع أوامر ضابط سلطة السجون، ولا يستوفي الأسباب الموجودة في الأمر. لعلمك'.
اقرأ/ي أيضًا | شهادات توثق التنكيل بالأسرى رغم إصاباتهم
وأشار طبيب سُمح له بالتقاء أسرى إلى أهمية قيام الطبيب بفحص الأسير، جسديا ونفسيا، بعد تعرضه للتعذيب بوقت قصير، لأن آثار التعذيب على جسد الأسير تكون واضحة، ما يؤكد أن رفض طلبات الأسرى بالتقاء طبيب أو المماطلة في الاستجابة عليها تعمل ضد مصلحة الأسير. رغم ذلك، أكد هذا الطبيب أن الآثار النفسية للتعذيب تبقى لفترة أطول.
التعليقات