تفيد التقارير التي تتوالى تباعا عن حادثة انهيار المبنى في تل أبيب، اليوم الإثنين، أنه تم التواصل مع أحد العمال المفقودين، إلا أن هذا الاتصال قد انقطع مع بدء أعمال البحث في موقع الاتصال.
وكان قد انهار صباح اليوم، الإثنين، مبنى موقف سيارات ضخم من 4 طوابق تحت الأرض وسط مدينة تل أبيب، ما أدى إلى مصرع عاملين وسقوط عدد كبير من الجرحى، كما أسفر الحادث عن وجود عدد من العالقين، أجلت السلطات 24 منهم، بينما يتواصل البحث عن 5 عالقين تحت المبنى، جميعهم من العمال العرب.
وتبين أن أحد الضحايا هو عامل أوكراييني، يبلغ من العمر 28 عاما، بينما لا تزال هوية العامل الثاني غير معروفة.
وبحسب تقارير طواقم الإنقاذ العاملة في المكان، فإنه لا يوجد اتصال حاليا مع أي من المفقودين الخمسة، وسط ترجيحات بأن أعمال البحث عنهم قد تستغرق ساعات معدودة وقد تصل إلى أيام.
وتستعد طواقم الإنقاذ لمواصلة العمل خلال ساعات الليل.
واختلفت شدّة إصابات العمال الـ24 الذين أجلوا من المكان للمشافي، فقد قالت مصادر طبية إن حالة أحدهم خطيرة، وحالة 3 آخرين متوسطة، بالإضافة لـ19 إصابة طفيفة وحالة ذعر.
يذكر أنه تم إنقاذ عاملين فقط، بينما وصل الآخرون بجهودهم الشخصية إلى الأرض، مع تقديرات ببقاء 5 عمال عالقين تحت الأرض، 'لا تُسمَع أصواتهم أو أي حركة منهم'.
وأوضحت الشرطة أنه يتعذّر الوصول، حتى الآن، للعالقين في الطابق الرابع تحت الأرض، بعدما انهارت الطوابق الـ3 العليا بشكل شبه كامل، ما يتطلّب أولًا إزالة الدمار الناتج عن الانهيار، ومن ثمّ الوصول للعالقين.
وبخلاف الأنباء الأوليّة، أفادت الشرطة في وقت لاحق اليوم أن انهيار المبنى أدى إلى سقوط رافعة ضخمة في المكان، بينما قالت الأنباء الأوليّة إن الرافعة أدّت لانهيار المبنى.
يأتي ذلك بينما قالت مصادر طبية لموقع 'عرب 48' إن عددًا كبيرًا من المصابين والعالقين هو من العمال العرب.
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى منطقة 'رامات هحايال'، حيث يقع المبنى المنهار من أجل إتاحة المجال لسيارات الإسعاف والشرطة للوصول للمبنى.
تاريخ من انتهاكات الأمان للشركة
يذكر أن الشركة التي تتولى الأعمال في المبنى المنهار في تل أبيب هي شركة 'دينيا سيبوس' المملوكة لشركة 'أفريقيا-إسرائيل' التي يستحوذ عليها رجل الأعمال الإسرائيلي المقيم في بريطانيا، ليف ليفيف.
وفتح ضد شركة 'دينيا سيبوس' تحقيقًا، مؤخرًا، للاشتباه بالإخلال بشروط الأمان في العمل، فوفق التقرير ربع السنوي الأخير الذي نشر من قبل وزارة الاقتصاد والصناعة، يتضّح أن الوزارة فتحت تحقيقًا، كذلك، ضد طريقة إدارة مشروع 'مجمع الأوائل' (كانيون راشونيم)، في ريشون ليتسيون.
وخلال زيارة تفقديّة من قبل الوزارة لموقع المبنى، في شهر شباط/فبراير الماضي، كشف المراقبون عيوب في السلامة وفتحت تحقيقًا ضد خرق أوامر التعليمات وعدم الالتزام بمتطلبات القانون، وفي أعقاب الزيارة، استدعت الشرطة مسؤولين نافذين في الشركة وموقع العمل للتحقيق تحت التحذير.
ولوحظ ازدياد في حوادث العمل في العام الجاري 2016 عن العام الماضي، حيث تسقط الضحية تلو الأخرى، في حين تقف السلطة المسؤولة مكتوفة الأيدي دون حلول على أرض الواقع، وتتكرر المآسي في كل شهر، واللوعة والألم ترافق أقارب الضحايا في كل وقت يسترجعون فيه صورهم.
ارتفاع في عدد ضحايا حوادث العمل
ويستدل أيضا من تقرير فصلي أصدرته دائرة الأمان والسلامة في العمل حول حوادث العمل التي وقعت في الربع الأول من العام 2016، أنه لقي 13 عاملا خلال العمل في الفترة الممتدة من شهر كانون ثان/ يناير ولغاية آذار/ مارس 2016، مقابل 10 في نفس الفترة من العام الماضي 2015، و19 في الربع الأول من العام 2014.
ووفقا للمعطيات فإن 6 من العمال لقوا مصرعهم في مواقع بناء (نفس العدد في هذه الفترة من العام الماضي، و9 في عام 2014)، 4 عمال في مجال الصناعة (1 في العام الماضي، و5 في عام 2014)، عاملان لقيا مصرعهما في مجال الزراعة (0 في العام الماضي، 4 عام 2014) وعامل واحد لقي مصرعه في مجال الخدمات والتجارة (مقابل 3 العام الماضي و4 عام 2014).
ودلت المعطيات أنّه منذ بداية العام أجرى طاقم دائرة الأمان والسلامة في العمل 3067 زيارة ميدانية، فرضوا خلالها 304 أوامر لتطبيق تعليمات الأمان و653 أمر تحسين شروط العمل. يذكر أن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية قررت نظاما جديدا يقضي بإغلاق أي ورشة بناء تقع فيها حادثة عمل نتيجة خلل وعدم التزام بأنظمة الأمان، بحيث تغلق الورشة إلى حين إصلاح الخلل وعرض خطة أمان جديدة وكاملة لورشة العمل.
اقرأ/ي أيضًا | المنسيون: غالبية ضحايا حوادث العمل من العرب
اقرأ/ي أيضًا | وفاة عامل فلسطيني: حادث عمل أم جريمة؟
اقرأ/ي أيضًا | اتصالات إسرائيلية مع إيران وحزب الله بشأن الطيار أراد
اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو لن يقيل كاتس لكن الأزمة لم تنتهِ
لمتابعة التفاصيل أولًا بأول والحصول على الإشعارات فور ورودها يرجى تحميل تطبيق موقع عرب 48:
للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد اضغط هنا
للأجهزة شركة آبل اضغط هنا
التعليقات