أدى قائد الجيش اللبناني السابق، العماد ميشال عون، اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، اليوم الإثنين، متعهدا بمكافحة الإرهاب ومنع امتداد 'الحرائق الإقليمية' إلى لبنان.
وكان عون وهو في الثمانينيات من العمر يشير إلى الحرب الأهلية في سورية المجاورة والصراع المحتدم في العراق.
وأضاف في خطاب أداء القسم 'لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة إليه من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية".
وتابع 'سنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه'.
وقال عون إن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن عودة اللاجئين السوريين في لبنان. ويقول المسؤولون اللبنانيون إن 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان.
وأشار إلى أن المخيمات السورية في لبنان يجب ألا تتحول إلى مخابئ للمسلحين.
لبنان يحتفل بانتخاب عون رئيسا للجمهورية
وشهدت مناطق لبنانية، اليوم الإثنين، أجواءً احتفالية عقب إعلان فوز 'ميشال عون' رئيسا للبلاد، منهيا فراغاً رئاسيا استمر أكثر من عامين ونصف العام.
وجرت احتفالات في كل من بلدات وقرى قضاء 'كسروان' ذي الأغلبية المسيحية شمال بيروت، ومنطقة 'الأشرفية' بالعاصمة ذات الأغلبية المسيحية، وحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت -معقل حزب الله-، إضافة إلى مدينة زحلة في البقاع الأوسط.
وارتفعت الأعلام البرتقالية لـ'التيار الوطني الحر'، الذي يتزعمه 'عون'، إلى جانب الأعلام اللبنانية في شوارع العاصمة وسط أجواء احتفالية.
وحمل المشاركون في الاحتفالات المناطق المذكورة لافتات تحمل عبارة: 'فخامة الرئيس عماد الجمهورية'.
وتجمع المئات من مؤيدي 'التيار الوطني الحر' في الساحات العامة بهذه المناطق للاحتفال بانتخاب 'عون' رئيساً للبلاد، مرددين الشعارات والأغاني الوطنية.
البرلمان اللبناني ينتخب ميشال عون رئيسا للجمهورية
وانتخب البرلمان اللبناني بعد ظهر اليوم الإثنين، رئيس 'تكتل التغيير والإصلاح'، العماد عون، رئيسا للجمهورية بعد حصوله على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ 127، الذين حضروا الجلسة، وهم كل النواب باستثناء نائب واحد قدم استقالته.
بينما اعترض على انتخابه 36 نائباً عبر التصويت بأوراق بيضاء، وأبطل 8 نواب أصواتهم بكتابة تعليقات عبرها.
وفور إعلان النتائج أدى عون القسم الدستوري رئيسا للبنان.
وفاز عون بالدورة الرابعة من التصويت بعد نيله 84 صوتا فقط في الدورة الأولى أي اقل من ثلثي الأصوات، وعدم احتساب الأصوات في الدورتين التاليتين بسبب خطأ في عدد الاصوات.
وكان عون يحتاج 86 صوتا، أي ثلثي عدد النواب، للفوز من الجولة الأولى.
وفي الجولة الثانية حصل عون على 83 صوتا وهو عدد يزيد عن العدد المطلوب للفوز في هذه الجولة، وهي الأغلبية المطلقة (النصف + 1)؛ أي 65 صوتاً.
وألغيت الجولة الثانية مرتين؛ الأولى بعدما تبين أن عدد الأصوات في صندوق الاقتراع بلغ 128، وهو عدد يزيد عن عدد النواب الحاضرين البالغ 127 نائباً.
وفي المرة الثانية تبين أن عدد مظاريف التصويت في صندوق الاقتراع بلغ 128، وهو يزيد عن عدد النواب الحاضرين.
وبذلك يكون عون هو أول لبناني يفوز بمنصب الرئاسة عبر 4 جولات توصيت؛ حيث لم يسبقه أحد من قبل في ذلك.
وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت صباح اليوم، إجراءات أمنية مشددة، مواكبة لجلسة البرلمان اللبناني المخصصة للتصويت على اختيار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي، العماد ميشال عون، رئيسا للبلاد، بعد أكثر من سنتين ونصف على شغور المنصب.
وأقفلت القوى الأمنية المداخل المؤدية إلى ساحة النجمة، حيث مقر البرلمان باستثناء طريق واحد فقط يتولى الحرس الجمهوري فيه التدقيق في الهويات ويقتصر سلوكه على الصحافيين والنواب.
وقال النائب في كتلة التغيير والاصلاح النيابية، حكمت ديب، التي يرأسها عون، لوكالة فرانس برس قبل دخوله مقر المجلس النيابي 'إنه حدث وطني بامتياز، لم نمر منذ فترة طويلة بحدث من هذا النوع يجمع معظم الأطراف السياسية التي تمثل كافة الطوائف في هذا البلد'.
وأضاف 'هناك تفاهم وتوافق، لبنان لا يحكم إلا بالتوافق'، مؤكدا على أن انتخاب عون يعد بالنسبة له 'انجازا وحلما يتحقق'.
ويحظى عون منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه، إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كما انضم إلى المؤيدين أخيرا وليد جنبلاط.
وترأس الجلسة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وجه دعوات رسمية لعدد من الرؤساء السابقين وسفراء الدول لحضور الانتخاب، الذي يسبقه تلاوة المادة 49 من الدستور اللبناني، والتي تنص على أن 'رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وينتخب بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة (50% + 1) في الدورة الثانية'.
ولدى إعلان النتيجة طلب رئيس المجلس التصديق على المحضر، ثم يرفع الجلسة، ليفتتح جلسة جديدة في وقت لاحق من نفس اليوم، ويدعو خلالها الرئيس المنتخب إلى حلف 'يمين الإخلاص للأمة والدستور'.
ويعد رئيس المجلس النيابي، بري، وهو جزء من التحالف الذي يضم عون وحزب الله، يعد أبرز المعارضين لانتخاب عون. وأعلن أنه في حال وصول الأخير إلى الرئاسة سينتقل إلى المعارضة.
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب علي خريس، التي يرأسها بري، لفرانس برس 'نحن سنصوت بالورقة البيضاء، الورقة البيضاء هي اعتراض على طريقة ونهج تم إتباعه، البلد لا يمشي باتفاقات ثنائية أو اتفاقات ثلاثية. نحن نؤمن بالحوار'.
وتابع: 'إذا العهد الجديد سيستمر بالطريقة ذاتها والأسلوب ذاته، فان الوضع لن يكون جيدا'.
ومنذ اتفاق الطائف الذي حدّ من صلاحيات الرئيس، انتخب كل الرؤساء بناء على توافق مسبق بين أبرز المكونات الطائفية والسياسية للبلاد، وغالبا بعد أزمات سياسية كبيرة.
وينتظر أنصار عون منذ سنوات وصوله إلى سدة الرئاسة. وسيكون الرئيس الثالث عشر للبنان منذ الاستقلال.
اقرأ/ي أيضًا| لبنان: البرلمان ينتخب عون رئيسا الإثنين
وأعد التيار الوطني الحر الذي يرأسه عون، لاحتفالات ستقام بعد إعلان فوز الرئيس، ومنها تجمع ضخم في ساحة الشهداء في وسط العاصمة مساء الإثنين.
التعليقات