خبراء وجهوا نداءا إلى جميع المراكز البحثية للتخلي عن تقنية وضع أجهزة تعقب للطيور في منطقة الشرق الأوسط، لأن ذلك يعرضها لخطر إبادتها، خصوصاً تلك المهددة بالانقراض
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لنسر ضخم يبلغ عرض جناحية حوالي المترين، قام أحد الصيادين بقتله في ريف درعا الشمالي بالجنوب السوري، لاعتقاده بأنه يحمل أجهزة تعقب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحول فيها خبر العثور على 'نسر يحمل أجهزة تعقب' إلى مادة متداولة في الإعلام، ليتضح لاحقا أن الأمر على غير ذلك.
وفي التفاصيل، تمكن أحد الصيادين في بلدة، كفر شمس، من صيد نسر ضخم وبعد قتله تم اكتشاف أجهزة إرسال وتتبع على ظهر النسر، إضافة إلى أنه يحمل على جناحه الأيسر علامة ورموزا'.
وانتشرت الروايات المختلفة حول حقيقة النسر، من ضمنها أنه نسر روسي يُرسل إلى مناطق شمال درعا لتحديد المواقع وقصفها فيما بعد، ومنهم من قال إنه نسر محمل بجهاز تجسس إسرائيلي على القوات التي تتواجد شمال درعا'.
ولكن تبين فيما بعد، أن النسر 'بريء من هذه الاتهامات'، حيث نقلت 'زمان الوصل' على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، عن ناشط محلي بالمنطقة أن 'أحد الصيادين فوجىء بحركة غريبة على سطح منزله في ساعات الصباح الأولى، وحين صعد وشاهد النسر، أطلق عليه النار ببندقية الصيد المعروفة باسم (الجفت)، ما أدى إلى قتله على الفور'.
ثم اتضح أن النسر يحمل على ظهره جهاز إشارة مواقع وتتبع، إضافة إلى وجود ورقة على جناحه كتب عليها رمز ومعلومات عن النسر وبريد إلكتروني لصاحبه.
ويتابع المصدر: 'تم التواصل مع البريد الإلكتروني المرفق ضمن الورقة التي يحملها النسر، وبعد ساعات جاء الرد بأنه نسر تابع لمركز أبحاث إسرائيلي في الجولان المحتل يهتم بـ 'هجرة الطيور والتوازن البيئي'.
وتقول المصادر المحلية، إنه تم دفن النسر في البلدة بعد التواصل مع صاحبه، ولم يتم تسليمه'.
يشار إلى أن أكبر 'المحميات' في الجولان المحتل، هي 'محمية جملا'، المقامة على أنقاض قريتي دير القروح وخربة خوخة السوريتين بعد أن اضطر الأهالي للنزوح في حرب حزيران عام 1967.
وغالبا ما تثير الكتابة باللغة العبرية التي يتم العثور عليها في الحلقات التي تثبت على الأجنحة أو توضع في أقدام النسور وغيرها من الطيور، الشكوك بأنها أجهزة تجسس وجمع للمعلومات، 'فيصبح الإسراع بقتل هذه الطيور، قبل التحقق من الاتهام، أشبه بـ 'انجاز وطني'، في حين يعرّض ذلك هذه الطيور للإبادة، ومن ضمنها طيور نادرة ومهددة بالانقراض'، بحسب ما يشير إليه تقرير بهذا الخصوص نشر في وقت سابق من عام 2016 على موقع 'غرين أريا' اللبناني المهتم بشؤون حماية البيئة.
وفي السياق، يشير التقرير إلى أن خبراء دوليين يهتمون بالبيئة والطبيعة، ومن ضمنهم الخبير البريطاني، ريتشارد بوتر، وجهوا نداءا إلى جميع المراكز البحثية 'للتخلي عن تقنية وضع أجهزة تعقب للطيور في منطقة الشرق الأوسط، لأن ذلك يعرضها لخطر إبادتها، خصوصاً تلك المهددة بالانقراض'.
اقرأ/ي أيضًا | الجولان المحتل: 'سباق المبادرات لبيعه في سوق الصفقات'
التعليقات