واصل طيران النظام السوري والروسي غاراته المكثفة على الأحياء غير الخاضعة لسيطرتهم في حلب لليوم الثالث على التوالي، مرتكبين المزيد من المجازر بعد أن تجاوز عدد الضحايا المدنيين حاجز الـ200 ضحية.
واستهدف القصف ليلًا أحياء الصاخور، والكسارة، والميسر، وباب الحديد، كما أن هجومًا مماثلًا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في حي الهلك، لم يُعرف عددهم، لأن عمليات رفع الأنقاض ومحاولات الإنقاذ ما تزال جارية حتى صباح اليوم.
وطاولت الغارات الروسية، فجر اليوم، بلدات الأتارب غربي حلب، وعندان وبيانون ومعارة الأرتيق، وحيان وحريتان بريف حلب الشمالي، فيما لا تزال الطائرات الحربية تواصل قصف مناطق أخرى في المحافظة حتى ساعات الصباح الأولى.
تدمير محطة المياه لإخضاع السكان
ويوم الجمعة، دمّرت الغارات الروسية العنيفة التي استهدفت مدينة حلب محطة المياه التي تغذي أحياء مدينة حلب الشرقية، والتي تحاصرها قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسف'، أمس السبت، أنّ 'الغارات العنيفة الليلة الماضي ألحقت أضرارًا بمحطة باب النيرب لضخ المياه' مشيرةً إلى أنّ 'المحطة كانت تزوّد نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية في حلب'.
وأوضحت المنظمة أنّ 'أعمال العنف تحول دون وصول فرق الصيانة إلى المحطة' مشددة على أنّ المخاطر الصحية التي تترتب على قطع المياه عن الأحياء الشرقية تتمثل في معاودة الأهالي استخدام 'الآبار الملوثة إلى حد كبير' بحسب وكالة فرانس برس.
كذلك أشارت إلى أنّ 'الفصائل العسكرية أوقفت العمل في محطة سليمان الحلبي الواقعة في شرق المدينة مما أدى إلى انقطاع المياه عن مليون ونصف المليون شخص في الأحياء الغربية لحلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام'.
مجزرة المباني السكنية
واعتمدت وكالات أنباء عالمية مصطلح مجزرة المباني السكنية لوصف الغارات الروسية والسورية لمدينة حلب، وتحدثت عن استمرار وجود عشرات الجثث والجرحى تحت الأنقاض في صور توثقها التلفزيونات العالمية من دون أن يثير ذلك أي رد فعل إقليمي أو دولي.
واعتبرت وكالة 'أسوشييتد برس' الأميركية أن القصف الحالي لحلب هو الأعنف منذ خروجها عن سيطرة النظام في 2012. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري من النظام، تشديده على أن هذه الوتيرة من القتل 'ستستمر لفترة بموازاة حملة برية' نحو مناطق المعارضة.
وقال مصدر طبي لدى سؤاله عن الأسلحة المستخدمة، 'يستخدم الجيش أسلحة تتناسب مع طبيعة الأهداف التي يتم ضربها للمجموعات الإرهابية وحسب نوع التحصينات 'مثل الأنفاق والمخابئ' و'تحديدا مقرات قيادة المجموعات'.
ويجزم مسؤولون في الفصائل المعارضة بأن الجيش النظامي يستخدم أسلحة تهدف فيما يبدو إلى تدمير المباني تحديدًا. وأضاف أن 'معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج أكثر من نصف الدفاع المدني عن الخدمة'.
إقرأ/ي أيضًا | حلب تتعرض لأشرس قصف منذ بدء الثورة
التعليقات