في حين يواصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، مباحثاتهما واجتماعاتهما للتوصل لاتفاق من شانه حل الأزمة السورية، يدفع الشعب السورية بدمائه ونسيجه الاجتماعي ثمن صراع القوى العالمية وفاشية نظام الأسد وحلفائه.
وكثف طيران الأسد وروسيا غاراته منذ يوم أمس على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وصرحت مصادر عسكرية أن هذا الهجوم مستمر وهدفه تمهيد الميدان للاجتياح البري، ما يعني المزيد من المجازر والدمار.
وقال المصدر إن الهجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب هو 'عملية كاملة' تشمل هجومًا بريًا. وذكر المصدر أن 'العملية قد تستمر بالنسبة للضربات الجوية والضربات الأرضية فترة من الزمن (وهذا) مرتبط بالموقف الميداني وبخسائر الإرهابيين وبمعطيات أخرى يقدرها القادة الميدانيون'.
وأضاف: 'لكن مثل أي عملية عسكرية تبدأ بتمهيد جوي ومدفعي ومن ثم القوات البرية تعمل وفق نتائج الضربات وتأثيرها'.
وقتل أكثر من 70 مدنيًا في مجازر النظام وروسيا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب ما أورد الدفاع المدني السوري، بينهم نساء وأطفال.
كيري: تقدم طفيف بالمحادثات
أعلن كيري في ختام لقائه نظيره لافروف الجمعة في نيويورك، أن 'هناك تقدما محدودا جدا' لحل الخلافات المتعلقة بالأزمة السورية، وذلك غداة فشل جديد للدبلوماسية العالمية.
وقال كيري 'التقيت وزير الخارجية (لافروف)، لقد حققنا تقدما محدودا جدا (...) نجري تقييما لبعض الافكار المشتركة بطريقة بناءة'.
وفي الوقت ذاته اعتبر لافروف من على منبر الأمم المتحدة أن 'من الاساسي' الحفاظ على الاتفاق الموقع في 9 أيلول/ سبتمبر مع كيري بجنيف لفرض وقف إطلاق النار في سورية مدة سبعة لأيام قبل لأن ينتهي العمل به الإثنين.
وفشلت المجموعة الدولية لدعم سورية الخميس في تمديد العمل باتفاق الهدنة في سورية. ولم يتحدث كيري صراحة عن فشل لكنه لم يخف تشاؤمه بشأن استئناف المفاوضات السياسية.
لافروف يدعو للحفاظ على الاتفاق الروسي الأميركي
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام الأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الأميركي الروسي الذي يشكل محاولة جديدة لإنهاء الحرب في سورية وسط استمرار المعارك.
وقال لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن 'لا بديل' من عملية السلام بإشراف الروس والأميركيين، مضيفا أنه 'من الضروري الآن منع الإخلال بهذا الاتفاق'.
وكان لافروف يتحدث بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في محاولة لإحياء اتفاق التهدئة في سورية.
وتابع لافروف أن الأزمة السورية لن يتم حلها ما لم تكبح الولايات المتحدة وحلفاؤها الفصائل التي تقاتل إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.
وقال 'لن نكون قادرين على تحسين الأوضاع الإنسانية من دون اقتلاع الجماعات الإرهابية'.
وأكد لافروف أن التدخل العسكري الروسي ساعد في 'منع انهيار الدولة وتفكك سورية' ما من شأنه إغراق الشرق الأوسط في الفوضى.
إقرأ/ي أيضًا| سورية: مجازر النظام وروسيا بحلب تقتل 70 مدنيًا
التعليقات