دعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الإثنين إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين كييف وموسكو في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك خلال اجتماع في بكين مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ويقوم أوربان بهذه الزيارة غير المعلنة مسبقًا بعد زيارة لموسكو الجمعة أثارت جدلًا وبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا.
وأثار أوربان الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر، استياء شركائه الأوروبيين الذين يقدمون دعما ثابتا لكييف وقطعوا الجسور مع روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وأوربان هو الوحيد بين قادة الاتحاد الأوروبي الذي بقي قريبا من الكرملين.
وخلال استقباله المسؤول المجري، دعا شي جينبينغ إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين أوكرانيا وروسيا، بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.
وقال شي "فقط عندما تُظهر القوى العظمى طاقة إيجابية بدلًا من الطاقة السلبية، سيشهد هذا الصراع ظهور بصيص أمل في وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن".
وأكّد أن الصين والمجر "تتقاسمان" الأفكار نفسها في الجوهر.
وثمة توافق بين بكين وبودابست في الملف الأوكراني، إذ يدعو البلدان إلى تسوية سلمية للنزاع مع الحفاظ على علاقاتهما المقربة مع الكرملين.
وتقدّم بكين نفسها على أنها طرف محايد في الحرب وتقول إنها لا ترسل مساعدات فتاكة إلى أي من الجانبين، على عكس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. ومع ذلك، قدمت بكين شريان حياة مهمًا للاقتصاد الروسي المعزول، مع ازدهار التجارة بين البلدين منذ بدء النزاع.
وسبق أن أجرى أوربان وشي محادثات خاصة في أيار/مايو خلال زيارة دولة للرئيس الصيني إلى المجر.
وأثنى شي في هذه المناسبة على "شراكة إستراتيجية" مثالية داخل الاتحاد الأوروبي، داعيًا المجر إلى لعب "دور أكبر" في "تطوير" العلاقات بين بكين وبروكسل.
وعند وصوله باكرًا صباح الإثنين إلى مطار بكين، كتب أوربان على منصة إكس "مهمة سلام 3.0" من دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى، مرفقًا منشوره بصورة تظهره في المطار حيث استقبلته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ.
وفي وقت لاحق، أعلن على حسابه على إنستغرام "المحطة التالية: واشنطن" حيث سيحضر قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) تُعقد من الثلاثاء حتى الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف ومن المتوقع أن تهيمن عليها مرة جديدة مسألة الحرب في أوكرانيا.
وقبل بكين وموسكو، زار أوربان في الثاني من تموز/يوليو كييف، في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ اندلاع الحرب، والتقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
ودعا أوربان إلى "وقف إطلاق نار"، خلافا لمواقف الأوكرانيين وحلفائهم الأوروبيين.
ورفض الرئيس الأوكراني هذه الفكرة معتبرا أن موسكو ستستغلها لتعزيز موقعها.
وتطالب أوكرانيا بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وبتسديد تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد منذ بدء الغزو الروسي.
وأوكرانيا بحاجة ماسة إلى المساعدة الغربية للتصدي لروسيا، وأعلنت واشنطن، الداعم الأساسي لها، عن مساعدة إضافية بقيمة 2,3 مليار دولار ولا سيما لتأمين أنظمة دفاع جوي لكييف.
ويعارض رئيس الوزراء المجري هذه المساعدة، خلافا لموقف شركائه الأوروبيين. وهو عرقل في مطلع السنة تخصيص مساعدة أوروبية بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، جرت المصادقة عليها لاحقا بعد تأخير.
التعليقات