حصلت 107 مؤسسات إعلاميّة من دول 78 دولة مختلفة، اليوم الأحد، على 11 مليونَ مستند مسرّب من مكتب محاماة في دولة بنما (أميركا الوسطى)، يدعى موساك فونسيكا، يكشف كيف ساعد المحامون في المكتب الأثرياءَ حول العالم على إخفاء ثرواتهم، التي تصل أحيانًا إلى عشرات المليارات من الدولارات، ومنهم، بالطبع، بعض الزعماء العرب.
وكشفت المستندات عن شبكات تبييض أموال لـ 72 شخصيّة عامّة وطغاة عربًا وأجانبَ، أبرزهم، عالميًا، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي تكشف أنه يدير شبكة تبييض أموال تقدّر بمليارد دولار، أديرت من قبل بنك روسي، باستثمار مشترك من قبل حلفاء بوتين السياسييّن؛ حيث توضح المستندات كيف ساهمت تلك الشبكة في التملّص من العقوبات الأميركيّة والأوروبيّة المفروضة على روسيا، بالإضافة لمشاركتها في تبييض الأموال وإخفاء مبالغ ماليّة ضخمة عن السلطات الضريبيّة، حيث أديرت شبكة التبييض التابعة لبوتين من قبل شركة تحمل اسمًا وهميًا يدعى 'بنك روسيا'.
وقالت التسريبات إن الأموال انتقلت عبر عدّة شركات تتعامل مع البنك المذكور أعلاه، حيث تتبع ملكية اثنتين من الشركات لرجل مقرّب من بوتين يدعى سيرغي رولدغين، إذ تربطهما علاقة صداقة متينة جدًا منذ أيام شبابهما، حيث يعتبر رولدغين عرابًا لابنة بوتين، مارية.
ووفقًا لشبكة بي بي سي البريطانيّة، فقد ظهر اسم رولدغين في الوثائق كشخص جنى ملايين الدولارات من الأرباح جرّاء صفقات مشكّك بها وغير شفّافة، لكّن الوثائق المسربة، نفسها، زعمت أن الشركة هي اتحاد شركات وهمية أسس 'من أجل حماية هوية ومخاوف صاحب الشركة الحقيقي'.
يذكر أن اسم بوتين لا يظهر في الوثائق بشكل مباشر، لكن علاقته الوطيدة برولدغين (الذي يعمل موسيقيًا، أيضًا) تزيد من الشكوك حوله، خصوصًا أنه نفى في أكثر من مناسبه أن له شركات أو أنه رجل أعمال يملك ثروة، وما يزيد احتمالات أن يكون صاحب الشركة هو بوتين نفسه، هي المبالغ التي جناها المقربون من بوتين، حيث من غير المعقول أن يحصلوا عليها دون رعاية من الرئيس نفسه، فتقفي آثار المستندات من بنما، يكشف مرور الأموال عبر روسيا، سويسرا، قبرص، وحتى منتجع للتزلج على الثلج، تزوجت فيه ابنة بوتين، كاترينا، عام 2013، وفقًا لصحيفة الغارديان البريطانيّة.
في حين تزداد شكوك تورط بوتين عند الكشف عن أن رولدوغين يملك حصة 12,5% من كبرى شركات الإعلانات التلفزيونية في روسيا، والتي تجني نحو 800 مليون يورو سنويًا.
اقرأ/ي أيضًا | بان كي مون: كارثة إنسانية غير مسبوقة الأبعاد في سورية
أما عربيًّا، فأبرز من تطرقت إليهم الوثائق: الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، حيث لفتت التقارير إلى علاقة أسرته والمقربين منه بشركات تبييض أموال ضخمة؛ الزعيم الليبي الراحل، معمّر القذافي بالإضافة إلى الرئيس السوري، بشّار الأسد. علاوة على أسماء دولية أخرى بارزة، هي رئيس الوزراء في دولة أيسلندا ورئيس الوزراء الباكستاني ونجل الرئيس الأذري وعدد من لاعبي كرة القدم حول العالم.
ومن المتوقع أن تنشر تفاصيل جديدة، تباعًا، خلال الأيام المقبلة.
التعليقات