تقاليد رمضان 2024 حول العالم: استكشاف الاختلافات الثقافية

تقاليد رمضان 2024 حول العالم: استكشاف الاختلافات الثقافية

تتفاوت العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية من بلدٍ إلى آخر، مما يضفي على هذا الشهر الفضيل لمسةً فريدةً من البهجة والتميز. فرغم اختلاف العادات المميزة في كل مكان، يبقى التعبير عن الفرح والسرور بقدوم شهر رمضان الكريم هو العنصر المشترك الذي يجمع الجميع. من خلال هذا المقال، سنقوم بجولة شيقة حول العالم لاستكشاف تلك الاختلافات الثقافية والتعبيرات المميزة للاحتفال برمضان في عام 2024.

مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في تركيا

مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في تركيا

يهتم الشعب التركي بإظهار ملامح البهجة والسعادة في كافة التفاصيل اليومية احتفالًا بالشهر المميز، ومن أبرز الاختلافات الثقافية التي يتسم بها الشعب التركي في رمضان:

خبز البيدا

يُعتبر خبز البيدا من المعالم المميزة لطاولة الإفطار والسحور التركية في رمضان، فتمتلئ الشوارع والمنازل برائحة هذا الخبز المميزة قبل موعدي الإفطار والسحور يوميًا ويصطف الأتراك في طوابير طويلة لشراء هذا الخبز الذي يُصنع بحبة البركة وبعض البهارات المميزة.

زينة المحيا على مآذن المساجد

زينة المحيا هي زينة ضوئية تُعلّق بين مئذنتي المسجد وتحتوي على عبارات ترحيبية بحلول شهر رمضان المبارك، وتُعتبر زينة المحيا عادة قديمة منذ عهد العثمانيين وأصبحت تتوارثها الأجيال حتى الآن، وكانت المحيا قديمًا تُضاء بمصابيح الزيت أما الآن فأصبحت تُضاء بالأسلاك الكهربائية.

الدابوجو (المسحراتي)

يشتهر المسحراتي في تركيا باسم الدابوجو، ويرتدي معظم الأشخاص الذين يعملون كـ دابوجو لبس موّحد وطربوش أحمر صغير كمظهر من مظاهر الابتهاج بالشهر الكريم، ويحمل الدابوجو طبلة ضخمة الحجم على صدره ويقوم بالقرع عليها لإيقاظ النائمين، ويحصل في نهاية الشهر على هدايا أو أموال من منازل المنطقة.

الاحتفال بشهر رمضان في المغرب

الاحتفال بشهر رمضان في المغرب

يستمتع الشعب المغربي بأجواء رمضان ببعض العادات والطقوس التي حافظت عليها الأجيال على مر السنين، ومن أشهرها:

النفّار بالزي المغربي التقليدي

يرتدي المسحراتي في المغرب الزي التقليدي الذي يتكون من الجلباب المغربي وعمامة رأس، ويُطلق عليه اسم النفّار لاستخدامه مزمار كبير لإيقاظ النائمين لتناول السحور يوميًا خلال شهر رمضان.

الزواكة كبديل لمدفع رمضان

يستخدم الشعب المغربي ما يُسمى بـ الزواكة بدلًا من مدفع رمضان وهي عبارة عن صافرات إنذار لإعلام الناس في الشوارع والأحياء باقتراب موعد الإفطار وكذلك عند اقتراب موعد السحور.

اجتماع الرجال على موائد منفصلة عن موائد النساء

تكثر هذه العادة في القرى في المغرب، حيث تتجمع العائلات على موائد الإفطار والسحور في رمضان ولكن مع فصل موائد الرجال عن موائد النساء والأطفال.

"عولة رمضان" ومظاهر أُخرى في ليبيا

تهتم ربات المنازل في ليبيا بالاستعداد لاستقبال شهر رمضان بشكل كبير، فالكبير والصغير في ليبيا يظهر عليه مظاهر البهجة عند اقتراب الشهر الكريم، ومن أبرز مظاهر الاحتفال بهذا الشهر في ليبيا:

شراء عولة رمضان

يُطلق على المشتريات والسلع الأساسية التي يحتاجها المنزل لاستقبال الشهر الكريم لدى الشعبي الليبي بـ عولة رمضان، حيث تقوم النساء بالذهاب إلى الأسواق مع بعضهن للاستمتاع بالتسوق وشراء أواني الطبخ والمفروشات الجديدة والسلع الغذائية وغيرها.

"الذوقة" عادة أصيلة في الشعب الليبي

تُسمى عادة تبادل الأطباق بين المنازل في رمضان في ليبيا بـ الذوقة، حيث تقوم النساء بإرسال أحد أطفالهن بطبق من الوجبة الرئيسية التي قامت بإعدادها لوجبة الإفطار أو بطبق من الحلويات الرمضانية الشهية لمنزل الجيران، وتظل الأطباق متبادلة بين الجيران طوال الشهر.

إرسال "موسم العروس" من عادات الشعب التونسي في رمضان

يتمسك الشعب التونسي بعاداته وتقاليده التي تظهر في الكثير من الأعياد والاحتفالات على مدار العام وخاصًة في شهر رمضان الكريم، ومن أبرز عادات التونسيين في هذا الشهر:

حق الملح للنساء في آخر شهر رمضان أو أول يوم العيد

تنتظر معظم السيدات التونسيات ما يُعرف بحق الملح في نهاية الشهر الكريم أو في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وهذه العادة عبارة عن هدية شكر وتقدير لجهود السيدة طوال الشهر الكريم لاهتمامها بإعداد الأطباق المختلفة على مائدة الإفطار والسحور يوميًا لإطعام الأسرة، ويقوم الزوج أو الأبناء بتقديم قطعة حُلي من الذهب أو الفضة في كأس القهوة تقديرًا لها ولمجهودها طوال الشهر.

موسم العروس في ليلة القدر

يقوم الخاطب بإرسال ما يُسمى بالموسم لعروسته، ويكون هذا الموسم إما ليرة ذهبية أو حُلي للزينة مصنوعة من الذهب، ويتم إرسال الموسم في ليلة السابع والعشرين من رمضان باعتبارها ليلة القدر المباركة.

"الغبقات" و"القرقاعون" أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في البحرين

"الغبقات" و"القرقاعون" أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في البحرين

تتجمّل الشوارع والبيوت في مملكة البحرين احتفالًا بشهر رمضان الكريم، وتُعتبر الغبقات والقرقاعون من أكثر مظاهر الاختلاف الثقافي الذي يُميز الشعب البحريني في هذا الشهر، ولكن ما المقصود بهما؟

إقامة الغبقات طوال أيام رمضان

يُطلق على موائد الإفطار التي يجتمع عليها الأهل والأصدقاء في البحرين اسم الغبقات، ولكن المميز في الغبقات هو أنها تُقام منذ الإفطار وحتى السحور، فبعد الالتفاف حول مائدة الإفطار والاستمتاع بتناول الأطباق الشهية ثم الذهاب إلى أداء صلاة التراويح يعود الأهل والأصدقاء إلى التجمع لاستكمال حلقة السمر والاستمتاع بتناول الحلويات والتسالي حتى وقت السحور، فيتناولوه معًا.

القرقاعون في منتصف رمضان

ينتظر الأطفال في البحرين حلول ليلة الخامس عشر من رمضان بفرحة وسعادة غامرة، حيث يقومون بالخروج في ليلة القرقاعون بعد ارتدائهم الزي التقليدي الذي يتكون من الدشداشة والقحفية ويحملون أكياس مصنوعة من القماش ويقومون بجمع الحلوى والمكسرات والهدايا من المنازل ومن المارة في الشوارع احتفالًا بهذه الليلة.

كسر الحصالات والسبلة أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في سلطنة عمان

يتفنن أهل سلطنة عمان بإظهار البهجة والسرور في تفاصيلهم اليومية خلال شهر رمضان، ومن أشهر ما يُميز الشعب العُماني في رمضان:

كسر حصالات الطريق لمساعدة الفقراء

تتبع العديد من الأسر والمجتمعات في سلطنة عمان عادة فريدة تُظهر روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، وهي عادة كسر حصالات الطريق. تتمثل هذه العادة في جمع الأموال داخل حصالات فخارية قبيل حلول شهر رمضان، حيث يشارك كل فرد أو مجموعة في هذه المبادرة. وعند انتهاء فترة الجمع، يتم كسر هذه الحصالات وتوزيع المال على الفقراء والمحتاجين، مما يعكس روح العطاء والتضامن التي تميز المجتمع العماني.

السبلة أو المجلس في المنزل الكبير

يُطلق على المجلس العائلي في شهر رمضان في سلطنة عُمان اسم السبلة، حيث يجتمع أفراد العائلة على مائدة الإفطار في منزل كبير العائلة لتناول وجبة الإفطار أول أيام شهر رمضان معًا.

القرنقشوه للأطفال في عُمان

تُشبه عادة القرنقشوه في عُمان عادة القرقاعون في البحرين، حيث يقوم الأطفال في عُمان بحمل الأكياس القماشية وإطلاق الأناشيد والهتافات الرمضانية في ليلة النصف من رمضان ليقوم الأهالي والمارة في الشوارع بمنحهم الهدايا والحلوى والمكسرات.

احتفالات شهر رمضان الكريم تبرز الاختلافات الثقافية بين الشعوب، مما يضفي جوًا مميزًا على هذا الشهر المبارك. يتميز رمضان بأجوائه الروحانية والبهجة التي تمتزج معها طقوس مختلفة، مما يجعل الفرح ينعكس على وجوه الكبار والصغار على حد سواء. يعد هذا الشهر فرصة للعائلات للتجمع مجددًا، حيث يجتمعون حول المائدة الرمضانية الدافئة للاستمتاع بأجواء التآلف والمحبة. تمتزج روح الوفاء والتضامن مع تذوق الأطباق الشهية والاحتفاء بالطقوس الدينية والثقافية التي تميز هذا الشهر الفضيل.

التعليقات